في كل دقيقة، يُجبر 20 شخصًا على الأقل على ترك كل شيء خلفهم والهروب من الصراعات أو الاضطهاد أو الإرهاب. وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل عدد اللاجئين في العالم إلى 120 مليون شخص حتى يونيو 2024. وفي كل عام، يحتفل العالم بشجاعة اللاجئين في يوم عالمي يصادف 20 يونيو.
لكن، الأرقام لا تكشف كل التفاصيل عن حياة اللاجئين؛ كل رحلة مليئة بالتحديات، تبدأ في الغالب بعد الوصول إلى مكان آمن، وتصبح بداية لقصة جديدة.
في هذه الحلقة من **بدون برواز**، نلتقي بصبا العبيد، شابة عمرها 25 عامًا، خريجة بكالوريوس وماجستير في هندسة البرمجيات. كان طموح صبا دافعًا لها لمواصلة حلمها، رغم الصعوبات التي واجهتها. صبا ستأخذنا في رحلة من الذكريات، ونشارك تفاصيل رحلتها التي بدأت بالانتقال من منزل إلى كرفان، وتعرضت للإحباط نتيجة التغيير الكبير في بيئتها ومدرستها، الذي كان تحديًا لنظامها التعليمي وطموحاتها.
تعكس قصة صبا تحديات كبيرة يواجهها اللاجئون الشباب، حيث لا يتاح لكثير منهم التعليم الذي يستحقونه. فبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة، حوالي 7.9 مليون لاجئ في سن الدراسة يعانون من محدودية الحصول على التعليم. ورغم أن صبا واجهت تحديات مالية في تحقيق حلمها الجامعي، إلا أنها كانت مصرة على النجاح. ابتكرت صبا سترة نجاة لحماية والدها أثناء رحلتهم عبر البحر، وحصلت فكرتها على تقدير واسع ووفرت لها تمويلًا لمواصلة تعليمها.
سنستمع أيضًا لرأي الدكتورة أسيل شوارب في علم النفس التربوي، التي تؤكد أن الاستجابة لأزمات اللجوء تتطلب جهودًا متكاملة بين الحكومات والمجتمعات والمؤسسات التعليمية. ورغم الصعوبات، استطاعت صبا إكمال تعليمها، والحصول على وظيفة، وحتى التطوع في تعليم الطلاب في المناطق المهمشة.
رحلة صبا هي شهادة على أن الاستجابة لموجات اللجوء تتطلب خططًا استثنائية، وأن الإرادة والعزيمة تستطيعان أن تتغلبا على التحديات.